اقتصادكم
أكدت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، اليوم الاثنين بمراكش، أن إفريقيا مدعوة إلى بلورة مقاربة تحمي مواردها، وتثمن مؤهلاتها البشرية، وتحول ثروتها الجيولوجية إلى ازدهار مستدام.
وأوضحت بنعلي، في كلمة خلال افتتاح أشغال المؤتمر الدولي الثاني للتعدين بالمغرب، المنظم تحت شعار "المعادن الاستراتيجية والحيوية: المغرب، مركز صناعي وتكنولوجي مفتوح للقيمة المضافة الإقليمية والعالمية"، أن "القارة تتوفر على احتياطيات كبرى، وميزة فريدة تتمثل في كونها تحتضن الساكنة الشابة الأكثر دينامية في العالم".
وشددت على أن "إفريقيا ليست فاعلا ثانويا، بل تشكل قوة جيولوجية لا يمكن لأي انتقال طاقي عالمي أن يتحقق دونها"، مشيرة إلى أن وتيرة التغيير التكنولوجي، وتعقد سلاسل القيمة الجديدة، والطابع العالمي للانتقال الطاقي، تفرض ذكاء جماعيا، ومعايير منسجمة، وعملا منسقا على المستوى القاري.
وتابعت الوزيرة "في الوقت الذي يتموقع فيه المغرب كمركز صناعي وتكنولوجي، فإنه يقوم بذلك بخبرة ملموسة وإنجازات عملية"، لاسيما من خلال الرقمنة الكاملة للسجل العقاري الوطني للتعدين، ومراجعة القانون المتعلق بالمناجم والمقالع لملاءمته مع التحولات الإقليمية والعالمية، ورقمنة الاستغلال المنجمي التقليدي وصغير النطاق، عبر المنصة الرقمية (fa7m.ma) التي يجري نشرها بجرادة.
من جهته، أكد رئيس فيدرالية الصناعات المعدنية بالمغرب، محمد الشراط، أن القطاع المعدني يضطلع، بفضل الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بدور استراتيجي في بناء مغرب سيادي وتنافسي ومستدام، مسجلا أن الموارد المعدنية تدعم بشكل مباشر وغير مباشر كبريات السلاسل الصناعية، وتعزز إنتاج المملكة في ظل الظروف الطاقية والتكنولوجية والجيوسياسية العالمية.
وأبرز الشراط أنه "في الوقت الذي تعزز فيه إفريقيا موقعها داخل سلاسل التموين العالمية للمواد الأولية، يفرض المغرب نفسه كمعبر متميز ولا محيد عنه، بفضل خبرته المتنامية، وأنظمته الصناعية الناشئة، فضلا عن العديد من اتفاقيات التبادل الحر التي تتيح ولوجا عاما إلى الأسواق الدولية".
وينظم هذا الحدث الدولي من قبل فيدرالية الصناعات المعدنية بالمغرب بشراكة مع (AME Trade Ltd) وبدعم من وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ووزارة الصناعة والتجارة، والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات.
ويرسخ هذا اللقاء الدولي مكانة المغرب كمرجع في مجال الاستغلال المعدني المسؤول والتحول الصناعي خلال القرن الواحد والعشرين، مبرزا دوره كجسر نحو المعادن الإفريقية الاستراتيجية والانتقال الأخضر العالمي.
ويتضمن برنامج هذا الحدث، الذي يتواصل إلى غاية 26 نونبر الجاري، على الخصوص، جلسة وزارية تنظمها وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، إضافة إلى جلسات عامة رفيعة المستوى حول سلاسل القيمة المستدامة، والرهانات الجيوسياسية، والسيادة المعدنية، والممارسات المسؤولة، ودور المعادن الاستراتيجية في الانتقال الطاقي.
كما ستتميز أشغال المؤتمر بعقد جلسات موضوعاتية مخصصة للجيومعادن، وتدبير الماء في المناجم، وتكوين الكفاءات، والممرات اللوجستية، ومكانة المرأة في القطاع، يعقبها تقديم مشاريع رائدة تعمل على تحويل الصناعة المعدنية بالمغرب وإفريقيا، إلى جانب فضاءات مخصصة للقاءات مهنية نوعية وللتواصل المؤسساتي والصناعي. وسيتم أيضا، تسليط الضوء على مستقبل القطاع المعدني، وذلك من خلال النسخة الأولى لجوائز التميز المعدني، التي ستتوج المبادرات الأكثر تميزا في هذا المجال.
وتشمل فئات الجوائز، على الخصوص، جائزة أفضل ملصق علمي، ومشروع ريادة الأعمال للسنة، وأفضل مشروع في مجال المسؤولية البيئية والاجتماعية، وجائزة الريادة النسائية في المعادن، والمقاولة المنجمية للسنة، والمشروع المعدني الرائد للسنة، وجائزة شرفية تتوج مقلعا بالقطاع المعدني.