اقتصاديا.. ما حققته الحكومة وما لم تحققه في 100 يوم الأولى

ملفات خاصة - 17-01-2022

اقتصاديا.. ما حققته الحكومة وما لم تحققه في 100 يوم الأولى

أوميكرون أعاد الارتباك الحكومي إلى نقطة الصفر

اقتصادكم 

أنهت الحكومة المغربية التي يرأسها عزيز أخنوش مئة يوم الأولى من عمرها، بتحقيق بعض المنجزات، دون أن تنجح في معالجة مجموعة من الملفات الحارقة، وتبصم ايضا على مئة يوم من الصمت التواصلي الغريب مع المواطنين.

مقارنة بسيطة مع الحملة الانتخابية غير المسبوقة لحزب الأحرار تبين أن رئيس الحكومة كان كثير الظهور مثلا على انستغرام وغيره باستمرار، قبل أن يختفي على منصات التواصل الاجتماعي،  بعد 7 أكتوبر يوم التنصيب الرسمي للحكومة الجديدة.

جرت رياح أوميكرون بغير ما تشتهيه حكومة عزيز أخنوش، فعداد الإصابات بكوفيد19 في نهاية حكومة العثماني، تباطأ بشكل ملحوظ قبل أن يعيد المتحور الجديد الإرباك الحكومي، إلى نقطة الصفر، وتعيد الحكومة سيناريو إغلاق الحدود، وما يترتب عنه من تداعيات اقتصادية على القطاع السياحي بوجه خاص.

في هذا التقرير تضعكم صحيفة اقتصادكم، في قلب الملفات الاقتصادية التي عالجتها الحكومة وتلك التي لم تقترب منها بعد.

التسريع بعقد لجنة الاستثمار

من أهم منجزات مئة يوم الأولى  مصادقة الدورة 84 للجنة الاستثمارات على 7 اتفاقيات لمشاريع استثمارية بقيمة 7,19 مليار درهم، وذلك لخلق 1204 منصب شغل مباشر و3329 منصب غير مباشر.
مجموع الاتفاقيات التي صادقت عليها لجنة الاستثمارات خلال الاجتماعات الأربعة الأولى بلغ 31  اتفاقية بحوالي 22.5 مليار درهم سيمكن من خلق 11 ألف و300 منصب شغل مباشر وغير مباشر.

برنامج أوراش

وقع رئيس الحكومة على المنشور المتعلق بإطلاق برنامج ''أوراش''، الرامي لإحداث 250.000 فرصة شغل مباشر في أوراش مؤقتة خلال سنتي 2022 و2023.

البرنامج الذي اعطى رئيس الحكومة انطلاقته  في 12 يناير 2022، ينطلق من 10 أقاليم، في مرحلة أولى، على أن يتم تعميمه تدريجيا على جميع أقاليم البلاد.

ويتعلق الأمر بأقاليم: المضيق- الفنيدق، والحاجب، والراشيدية، وأزيلال، والنواصر، والحوز، وفيكيك، ووادي الذهب، وسيدي قاسم وتارودانت..

ويستفيد من البرنامج ما يقرب من 250.000 شخصا في إطار عقود "أوراش"، تبرمها جمعيات المجتمع المدني، والتعاونيات، والمقاولات، عبر ترشيحات وعقود عمل، خاصة الأشخاص الذين فقدوا عملهم بسبب جائحة كوفيد- 19، والأشخاص الذين يجدون صعوبة في الولوج لفرص الشغل، وذلك دون اشتراط مؤهلات.

التنزيل السريع لبرنامج الحماية الاجتماعية

إن تنزيل مراسيم تطبيقية للقانونين المتعلقين بنظام التأمين الإجباري الأساسي عن المرض بإحداث نظام للمعاشات الخاصين بفئات المهنيين والعمال المستقلين والأشخاص غير الأجراء الذين يزاولون نشاطا خاصا، سيتيح استفادة 3 ملايين شخص من التغطية الصحية، وذلك في إطار ورش تعميم الحماية الاجتماعية الذي أطلقه الملك محمد السادس في أبريل 2021.

وبحسب تصريح سابق لرئيس الحكومة عزيز أخنوش ف“الأمر يتعلق بالأشخاص الخاضعين لنظام المساهمة المهنية الموحدة، الذين سيكون بإمكانهم أداء مساهماتهم انطلاقا من شهر دجنبر 2021 على أن يشرعوا في الاستفادة من نظام التأمين الإجباري عن المرض في يناير 2022.

إطلاق المغرب التكنولوجي

أطلقت وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، اليوم الجمعة 14 يناير، مبادرة ’’المغرب التكنولوجي ’’''MoroccoTech''، العلامة الوطنية لتثمين القطاع الرقمي المغربي.
 
وتهدف المبادرة من جهة إلى جعل المغرب وجهة رقمية على المستوى العالمي، ومن جهة ثانية إلى خلق دينامية ستفيد كل القطاعات الوطنية في مجال الانتقال الرقمي.
 
وتعد مبادرة المغرب التكنولوجي، وهي نتاج شراكة بين القطاعين العام والخاص،  رؤية جديدة لتثمين الإمكانيات والكفاءات المغربية في المجال الرقمي.

الحكومة تواجه ارتفاع الأسعار بسلاح التبرير

تزامن مستهل الولاية الحكومية مع التهاب في أسعار عدة مواد استهلاكية أساسية، تشكل "قفة" المغاربة. ولم تجد حكومة أخنوش أمام هذا الارتفاع، الذي أوجع جيوب المستهلكين، من حل سوى التبرير. بحيث قالت على لسان الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، فوزي لقجع، إن الارتفاع هو واقع "عالمي" ولا يشمل المغرب فحسب.

وارتفع سعر زيت المائدة بـ 23 درهما للقارورة من فئة 5 لترات.. فيما شهد سعر السميد، من فئة 25 كيلوغراما ارتفاعا بـ 50 درهما. وزادت أسعار المحروقات بما يتراوح بين درهم ودرهمين للتر الواحد...

واعتبر "مرصد العمل الحكومي" أن الحكومة لم تتخذ أي إجراءات للتعامل مع زيادات الأسعار.

شبح البطالة يخيم على فئة عريضة من الشباب بعد "قرارات بنموسى"

في وقت شيدت الحكومة برنامجها الانتخابي على وعد طموح بخلق مليون منصب شغل خلال 5 سنوات، بينها 250 ألفاً خلال سنتين عبر برنامج "أوراش". يأتي تسقيف سن الولوج إلى وظيفة التعليم في 30 سنة، وعودة شرط الانتقال القبلي، ليجهز على أحلام عشرات الآلاف من الشباب، الذين كانوا يعولون على التعليم كطوق نجاة من شبح البطالة، ويخرجهم في احتجاجات عارمة.

ويحذر خبراء اقتصاديون ونقابيون، من أن القرار الذي اتخذه وزير التربية الوطنية، شكيب بنموسى، من شأنه مفاقمة مشكلة البطالة في المغرب، بالنظر للدور الكبير الذي ظلت الوزارة تؤديه في احتواء المشكلة، وخلق بعض التوازن ضمن سوق الشغل.

إغلاق الحدود يفاقم أزمة القطاع السياحي

ارتباك أم سوء تنسيق بين مكونات الحكومة؟ ففي وقت يؤكد وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد أيت الطالب، أن الحالة الأولى لمتحور "أوميكرون" التي سجلت بالمغرب هي حالة محلية غير وافدة. وبعد تفشي المتحور بالفعل خلال شهر يناير الجاري بالمملكة، ما زالت الحكومة مصرة على قرار إغلاق الحدود الجوية تخوفاً من أوميكرون!
وبينما يؤكد عز الدين الابراهيمي، عضو اللجنة العلمية لمكافحة كورونا، أن إغلاق الحدود لا يحمي المغرب من الإنتكاسة الوبائية، يئن القطاع السياحي المغربي تحت وطأة الإغلاق، ويؤكد مهنيوه أن كل الحلول التي يمكن التوافق حولها مع الحكومة "ترقيعية"، وأن الحل الوحيد لأزمة القطاع هي فتح الحدود.

"الحوار الاجتماعي" في قاعة الانتظار

بعد التعثر الذي شهده الحوار الاجتماعي في عهد حكومتي عبد الإله بن كيران وسعد الدين العثماني، ما زالت المركزيات النقابية تنتظر دعوة من رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، لمواصلة فصول الحوار، واستبيان الجديد الذي يمكن أن يحمله تغير الحزب القائد للحكومة. لكن المركزيات النقابية تجمع على أن الحكومة لم تتواصل معها قط طيلة 100 يوم الأولى من عمرها. سيما أن مواضيع عديدة مازالت تقلق بال الشغيلة المغربية وتنتظر حلا، من قبيل مشاريع قوانين النقابات والإضراب والتقاعد، فضلاً عن الزيادة في الأجور.

قانون المالية.. مزيد من الاقتراض ومزيد من الضرائب

يحيل أول قانون للمالية في عهد حكومة أخنوش على لجوء الأخيرة للاقتراض من الخارج، قصد تأمين حاجيات التمويل المتبقية لقانون المالية لسنة 2022، والتي تصل إلى ما يناهز 58 مليار درهم.

ويؤكد خبراء اقتصاديون، وفي مقدمتهم عمر الكتاني، الذي أكد خلال لقاء للتداول في ميزانية 2022، على أن اقتراض الحكومة "يمثل ثلاث سنوات من القيمة المضافة للإنتاج المغربي، أي ثلاث سنوات أخرى لرد الدين إذا تم الأداء في حينه، مع الإشارة إلى أن الفوائد ستتضاعف خلال مدة رد الدين".

الخبير اعتبر أن اللجوء إلى الاستدانة يزيد من حجم الضرائب، مما يمس بالقدرة الشرائية للمغاربة. وأن الطبقة المتوسطة هي التي تدفع ثمن المديونية، في ظل وضعية اجتماعية صعبة، تمخضت عن أزمة فيروس "كورونا"المستمر.