بعد فتح الأجواء .. انتعاش سياحي ضعيف ومهنيون يقفون على الإكراهات

الاقتصاد الوطني - 22-02-2022

بعد فتح الأجواء .. انتعاش سياحي ضعيف ومهنيون يقفون على الإكراهات

اقتصادكم: صفاء الصبري

يعيش القطاع السياحي بالمغرب حالة من الترقب، منذ فتح الحدود الجوية للبلاد في 7 من فبراير الجاري، على أمل ظهور بوادر الانتعاش لقطاع شارف على السكتة القلبية طيلة أمد الإقفال الأخير.
 
وتعد السياحة الدولية من بين الموارد الرئيسية التي يعتمد عليها المغرب لجلب العملة الصعبة وتحقيق الرواج الاقتصادي، حيث إنها تنعش خزينة المغرب بما يناهز ثمانين مليار درهم سنويا وهو ما يعادل 8.5 مليارات دولار.
 
- قطاع سياحي منهك بسبب الجائحة
 
بيد أن الجائحة التي عاشها العالم والإقفال المتكرر للأجواء الجوية أنهك القطاع السياحي وجعله يتكبد خسائر بلغت 80 في المئة من عائداته خلال سنة 2020، وما يقارب 72 في المئة في سنة 2021.
 
الجائحة تسببت أيضا بتراجع مداخيل الأسفار من 78.7 مليار درهم سنة 2019 إلى 34.3 مليار درهم فقط، السنة الماضية، حسب مكتب الصرف، مع تراجع عدد السياح الوافدين بـ 79 في المئة وعدد ليالي المبيت المسجلة في مؤسسات الإيواء السياحي بشكل كبير.
 
وحسب معطيات بنك المغرب فإن تطور مداخيل قطاع الأسفار سيضل رهينا بتطور الوضعية الصحية حسب توقعات البنك المركزي لسنتي 2022 و 2023، إذ من المرتقب أن تصل مداخيل الأسفار نحو43.4 مليار في 2022 و70.9 مليار في 2023.
 
الانتكاسات المتتالية طول العامين الماضيين، جعلت من موعد فتح الأجواء الجوية الأخيرة قشة النجاة لعدد كبير من القطاعات المرتبطة بالسياحة التي ما تزال تنتظر الانتعاش المتوخى لانتشالهم من الركود.
 
 
- انتعاش ضعيف في أكبر المدن السياحية
 
ولرصد الواقع السياحي بعد 15 يوما من فتح المجال الجوي المغربي، أوضح أحمد الجابري الأمين العام للنقابة الحرة للمرشدين السياحيين المعتمدين بالمغرب، لـ"اقتصادكم" أن مدينة مراكش أكبر المدن السياحية بالمغرب، لم تشهد رواجا سياحيا واضحا لحدود اللحظة خاصة فيما يتعلق بالمرشدين السياحيين، وفسر الجابري الأمر بالنظر إلى العدد الكبير للمرشدين بالمدينة والذي يتراوح عددهم بين 900 و 1000 مرشد سياحي، مقابل إقبال ضعيف للسياح، وبالتالي فلا يمكن أن نقول بأن هناك انتعاشا سياحيا منذ فتح الحدود.
 
وأضاف الجابري أن أغلب المرشدين وحتى الموظفين العاملين بالقطاع السياحي بالعاصمة الحمراء ينتظرون ارتفاع الطلب من طرف دور الضيافة والفنادق من أجل تحريك عجلة الحركة السياحية والاقتصادية بالمدينة ولخلق فرص الشغل لهذه الفئة من الناس.
 
وأكد الجابري أنه لا يمكن رصد رواج سياحي في هذه الفترة القصيرة من فتح الحدود، لكن مقارنة مع الشهور التي كانت فيها الحدود مقفلة فهناك بعض التحسن والتغيير لكنه غير مؤثر بشكل واضح على العاملين بالقطاع.
 
وتوقع الجابري أن يعود الانتعاش السياحي لسابق عهده على الأقل في 2023، هذا في حال لم يواجه العالم موجة جديدة من الفيروس والإغلاقات المتكررة.
 
و أكد الجابري أن التأثير الحقيقي على الرواج السياحي يصنعه السائح الأجنبي، وهو تأثير يهم كل القطاعات المرتبطة بالسياحة، سواء الصناعة التقليدية أو المطاعم والمقاهي أو الفنادق والنقل، والمهن المرتبطة بها سواء كانت مقننة أو عشوائية.
 
 
- المغرب فقد وجهات سياحية مهمة في فترة الإغلاق
 
في سياق متصل قالت رجاء ولد حمادة صاحبة وكالة للسفر بمدينة مراكش لـ"اقتصادكم"، إن الرواج السياحي ضعيف جدا لحدود اللحظة، وأوضحت أن وكالات الأسفار في هذه الفترة من العام عادة ما يشتغلون على العطل المدرسية في فرنسا أو على عطلة عيد الفصح (سيمانا سانتا) بإسبانيا وأمريكا اللاتنية، وبسبب إقفال الحدود فإن المغرب فقد هذه الوجهات لفائدة دول سياحية أخرى.
 
وأضافت ولد حمادة أن الفترة التي كانت فيها الحدود المغربية مقفلة فإن السوق الإسباني كمثال فتح خطا جديدا إلى مصر التي لم تغلق حدودها، في الوقت الذي تأخر فيه المغرب حتى في الإعلان عن موعد محدد لفتح الحدود يمكن لوكالات الاسفار الاعتماد عليه للترويج لعروضهم.
 
- الإقفال المتكرر صنف المغرب وجهة غير موثوقة
 
وشددت المتحدثة ذاتها على أن الإغلاق المتكرر للأجواء الجوية المغربية دون إنذارات و الشروط التعجيزية للسفر إلى المغرب، جعل منه وجهة غير موثوقة للأجانب، إذ أن الخوف من تكرار نفس السيناريو أصبح الهاجس الأكبر لدى المسافرين عبر العالم.
 
وأوضحت أن القطاع السياحي في المغرب في فترة ما قبل فتح الأجواء الجوية كان يعيش حالة من الضبابية، بالإضافة إلى الإعلان المفاجئ عن شروط السفر إلى المغرب في آخر لحظة، والتي وصفتها بالتعجيزية، زاد من سوء الأوضاع، على اعتبار أنه لا توجد أي وجهة تفرض على المسافر التلقيح بالإضافة إلى الاختبار، بل غالبا ما يتم فرض جواز واحدا.
 
وعن الرحلات الجوية المحجوزة في شركات الطيران، أوضحت ولد حمادة أن مطار مراكش حاليا يعمل غالبا على استقبال مغاربة العالم أو العالقين في المغرب أو خارجه، بالإضافة المستثمرين في مراكش، وبعض السياح الذين يملكون علاقات بالمدينة يقصدونها مباشرة، وهذا حسب رأيها لا ينعكس إيجابا على الرواج السياحي في المغرب حاليا.
 

اقرأ ايضا: "افتحوا الحدود وادعموا السياحة".. صرخة مهنيي القطاع السياحي تجتاح مواقع التواصل