"جسر الملا ئكة" عنوان رواية لعبد الحق نجيب، لخص في شكله المجازي وبكلمتين، المغامرات العديدة التي تحدث في الرواية، محتفظا بحيز رمزي من جهة ، ومن جهة أخرى ، يقترح هذا الغليان الذي يحرك النص من خلال المجاورة بين عنصرين يحملان ثنائية وانفصام: الأراضي والإله، المخلوق والخالق. بالطبع ندرك ذلك بعد قراءة الرواية، بمعية التشريح الدقيق لجميع التفاصيل المادية و السمات العاطفية للشخصيات التي تحملها هذه الرواية ، وهي مهمة خاض غمارها المؤلف حتى النهاية.
ما الذي أنتظره من الحياة؟ يتساءل حسن كما لو كان يتحدث مع نفسه، ولا يجب المخاطرة بالجواب عنه لأجل مساعدته. لأنه سيصرخ فيك موقظا الجيران: " وما أدراك أنت أيها المجحوم؟ أصوات الشر مثلها مثل أصوات المولى لا يمكن اختراقها".
باخ هو الدليل الصارخ على أن الألم هو عصب الحياة. باخ وجملته المؤرقة التي تسترجع مثل وحي بلا صوت.
غريب كيف يتجسد الألم أحيانا بالموسيقى ᴉ بالنسبة لي، دائما أحسست أكبر آلامي في الحياة بالموسيقىᴉ غالبا ما نعاني كثيرا لدرجة أننا قد ننتقل من الألم الجسدي إلى ألم مضاعف غير مادي، لا يمكن السيطرة عليه أو وصفه، هذا الشرخ في الروح حيث لم نعد نشعر بشيء.
يا له من جو! الجو رطب وحار جداً. عشرات الأشخاص أو نحو ذلك يتحركون في رطوبة الغرفة الحارة. ثلاثة رجال مسنين مستلقين على الفسيفساء الساخنة. يقول أحدهم: "هذا جيد لعظامنا المسنّة". يملأ شابان دلوهما بالماء الساخن قبل أن يأخذا مكانهما على الرصيف.
ماذا أفعل الآن كي أحصل على المال وكي أحافظ على احترام الأصدقاء؟ لم تكن أمي تشك للحظة أنه بحرقها لسينما الكرتون، أحرقت في نفس الوقت سيادتي على جيل كامل، يرى فيّ معلمه ومخلصه وقائده الروحي. لم تكن لتفهم أنه بفعلتها تلك، أصبحت قائدا فاشلا، جنرالا بلا فيلق وبطلا بلا قصةᴉ وأنه لكي أستعيد عرشي سأكون مضطرا لابتكار حيل جديدة تمكنني من إغراء المتسكعين.
كانت السينما الخاصة بي تسير بشكل جيد. ما كان يجب الحرص عليه هو عدم الوقوع ضحية نقصان الأشرطة.
أمي ترى أن هؤلاء الرجال قطعوا صلتهم بالحياة كما نعرفها، تقول بأنهم كانوا تعساء جدا معنا، لهذا يفضلون العيش بالقرب منا، دون الخوض في مشاكلنا.
كذلك سينما الحي أو الكرتون، تشبه إلى حد ما كل ذلك. بكرتونتي، أشرطتي ونصف الشمعة التي استعملها في الإنارة، كنت فتى العرض المحلي، الولد الممسوس الذي سينتهي حتما بشكل سيء. هذا ما كان يقال عني في كل مكان:" هذا سينتهي به الأمر سكيرا يجر قدميه في الأزقة المظلمة للحي.
المسكين إبراهيم، انتهى به الأمر بتقبل مشيئة الله القاهرة، هو اليوم متعصب أحمق، لا يصافح بيده أحدا، ويتفل كلما شاءت الصدف أن يلتقي وجهه الكريم بوجهي المقرف.