عندما يعاملك رجلك بقذارة فهذا يعني أنه منشرح وراض عن أدائك، وبأن حفرتك تناسبه جداᴉ حتى أنني سمعت لعشرات المرات رجالا يتحدثون عن عربدتهم ويقولون بأنهم بالأمس تبولوا في نسائهم. نعم، تبولواᴉ ليس تمتعوا ولا أحبوا، فقط تبولوا لأن ما يحمله الرجل في رأسه عن فرج امرأته هو أنه يشبه مكب النفايات حيث يذهب لقضاء الحاجة.
المشاهد حزينة. بل إنها مرعبة . صبي في السادسة من عمره يكدح أكثر من 14 ساعة يومياً، يتنقل من سيارة إلى أخرى، ورقبته محنية إلى الوراء في مرارة ويده ممدودة. وآخر يداعب ضفيرة شعره وهو يحدق في المارة أمام المسجد بعينين كبيرتين مبللتين، نظرة تُشعر الآخر بالذنب لأنه يتنفس، وتجعلك في حالة من القلق وتذكرك بأنك لست المشكلة، أنتم المارة، بل وجود طفل في الثامنة من عمره أمام المسجد من الحادية عشرة صباحاً إلى التاسعة مساءً كل يوم من أيام الأسبوع.
إجمالا، هم يندمون على كل شيء، ويعيشون مع ثقل أوزار ألحقت بهم لكنها تطهرهم كما لو أنها كانت خطاياهم. لا، لا يجب أن تكلمونا عن النسيان، نحن نرفضه، سنعيش رغما عنه ضده، لكي تظل الذاكرة جرحا مفتوحا ينزف، يفرز صديده، سنتعايش مع ألمه ونسامح لأننا الوحيدون الذين لايزال بإمكاننا أن نسامح.
تشكل ممر عند قدومها على هيئة سلم نحو مهرجان الجنون الأكيد. قفزت الأم على جسد ابنها تتلوى به في كل اتجاه وتتمرغ على الإسفلت في حالة من الغضب العظيم. الناس كانوا يضحكون ولا أحد حاول انتزاع جثة الصبي المهشمة من أيدي هذه الجنية التي بدأت تعض لحم طفلها الميت مثل قطة تأكل صغارها خشية عدم القدرة على تأمين حياتهمᴉ " ارحمنا يا ربᴉ المرأة فقدت عقلهاᴉ المرأة فقدت عقلهاᴉ لا تتركوها تفعل هذاᴉ هذا حرام، حرامᴉᴉᴉ ".
يعود الصمت في كل مرة لكي يشهد على عجز البشر على ترجمة غضبهم. لكن ماذا كان تعقيب أمي ذلك المساء على تضحية سعيد بنفسه، تقول كما لو كانت تعلم أسرار الله: سيذهب سعيد مباشرة إلى النار، إن الله لا يحب الذين ينتحرون "؟ جملة من تلك القذارات.
غريب كيف يتجسد الألم أحيانا بالموسيقى ᴉ بالنسبة لي، دائما أحسست أكبر آلامي في الحياة بالموسيقىᴉ غالبا ما نعاني كثيرا لدرجة أننا قد ننتقل من الألم الجسدي إلى ألم مضاعف غير مادي، لا يمكن السيطرة عليه أو وصفه، هذا الشرخ في الروح حيث لم نعد نشعر بشيء.
بقي سعيد متسمرا أمام الحافلة، بعيون منطفئة ووجه سقيم، الجسد مغطى بالدم والاذرع مرتخية، والبول ينطلق من عورته انطلاقا واضحا كمياه مباركة تتوخى غسل آلام جنسنا بالكامل.
هذه الرواية السابعة للكاتب والصحفي عبد الحق نجيب والتي تحمل عنوانا كيميائيا للغاية: “متاهة رئيس الملائكة” كتاب عميق يستحق القراءة، لأنه يشيد بفعل الكتابة في حد ذاته بالعلم والنظرة. من القارئ.
هراءᴉ ما من جحيم سوى هنا والآن، على الفور وبلا تأجيل، كان ليصرخ هذا اللقيط أسيزᴉ هنالك في الآخرة، ليس سوى الفراغ المجيد، امتداد لا لون له، لا نكهة له، لا ظل له، لا أفق له، لا حسابات، لا خلافات، لاحب، لا كره، لا روابط، لا شيءᴉ مجرد سباق بطيء لانهائي نحو اللامكانᴉ طريق الخلق العظيم الذي يبتلع حلقات الزمن ويفجر الفضاء إلى مليارات من الجزيئات الصغيرة، التي هي أيضا لا نهائية ومستقلة عن بعضها البعض.
كنت أحكي لحسن بوجه تغمره الدموع ومع ذلك لم أستطع مقاومة الضحك. كانت لدي تقلصات في البطن في تلك الليلة التي لا تنسى. سألني حسن كيف استطعت تحمل كل ذلك الضرب؟ في الحقيقة كنت أتألم ولكن مثلما كان السؤال عن سبب الغارة تلك يهرب مني، كنت مثل من كان تحت التخدير.