أخته هذه كانت مخلوقة من جهنم. قامة متأهبة كمهرة وخلفية شيطانية بردفين جمالهما نادر. مخلوقة من جهنم بحق، من اللواتي خلقهن الله ليرينا بعضا من جناته في تمايل ردف، وقد كانت هذه الغانية تفعل نعم، تهزهما، كانت العيار الكبير لوحوش الجنس المسعورة، الخارجة مباشرة من مصنع أيروس حيث يتم تعليمك كيف تخضع جسدك الجميل الصغير لحالة الانتشاء الأولي.
علي كان عليه أن يدور حول نفسه مرارا وتكرارا قبل أن يقتنع ويتقبل حياته. جرب كل شيء لأجل كل شيء، كان على حافة ما لا مفر منه، والرجوع إلى نقطة البداية كان حتميا.
يعتبر تحقيق التوازن المالي هدفا مهما في حياة الكثيرين، إذ يشكل الإدخار جزءا أساسيا من الاستقرار، فإدارة الأموال بشكل ذكي تساهم في تحقيق الأهداف الشخصية والمالية بشكل أكثر فاعلية.
علي كان جزءا من هذه الكوكبة الشيطانية، عندما كان في سن السابعة، كان عليه أن يشتغل بالسخرة في أحد المقاهي حيث تعرض لكل أنواع المعاملة السيئة. شتائم لم تحرك به ساكنا. وحين يبصقون في وجهه، يذيل ذلك بجملة سحرية كان يرددها في الصف في اليوم الموالي حينما يتلقى شتيمة من أحد الصبيان " لا، لست ابن العاهرة، أنا لقيط من الله، يجب أن تعرف مع من تتحدث يا أخي" كان يقول ذلك بنظرة هادئة كمن يمنحك الغفران. البعض يقرصون ردفيه، وآخرون يلصقون شفاهم المزرقة بسبب القهوة والتبغ الأسود على خدوده الطرية.
لا زالت حسنية على قيد الحياة في نفس السرداب الذي تستخدمه كغرفة لاستقبال المئات من الأشخاص كل يوم مقابل عشرة دراهم للجلسة، القليل من السكر والكثير من الشاي والقهوة.هي ليست الوحيدة في الحي لقراءة الطالع.
أكبر هواية كانت لدي أن أمارس الحب مع مخلوقة جميلة وأنا أتلو أبياتا شعرية لويليام بلاك، لا تسألوني لماذا بلاك وليس وايتمن أو هولدرلين، لا أعرف.
الصغيرة أتت من حي من الأحياء الفقيرة بضواحي المدينة، لكنها كانت تملك ماءا مباركا للغفران ونظرات ثاقبة لأولئك الذين اعتادوا ري عطش الموتى.
باب الحجرة الرمادي، حيث أشرف أخي وأمي وعمتي على غسل الميت، تلاشى كما بالسحر. لا أرى الجدران ولا الأثاث، لا شيء غير الضوء القوي المهيب يملأ الغرفة، سحابة من الروائح والعطور والعبق الأثيري وجثمان والدي في الوسط.
هل أنا ألوم أمي؟ يا للسؤال؟ طبعا لا، ثم إن هذه الأخلاقيات اللعينة لا شأن لها هنا، حتى أنني لا أستطيع القول بأنني سامحت لأن ما كانت تفرضه علي كعقاب، كان جزءا من دورها كأم، وهو ما لم أكن لأفهمه بشكل مباشر، بالنسبة لي كان من الطبيعي أن تضرب أم ابنها، طالما كل الأمهات يفعلن ذلك لماذا لا تفعله هي؟ لم أكن لأفهم ما يحل بي وأنا صغير، لكني سرعان ما تعلمت التحمل وأنا أحمل على عاتقي تعاسة الآخرين.
في الليل، كثيرا ما تلفني عتمة الماضي. أتذكر صوت ذلك الطفل الذي كنته، هائما في شوارع مظلمة يكسوها الخوف المحموم، بملامح مشدودة كملامح رجل عجوز، وأحشاء منكمشة من الجوع، والغضب والخوف.